كم عدد مفاتيح الغيب

يُقصد بالمفاتيح هو ما يُفتح من خلاله الشيء، وقد شُبّهت الأمور الغيبيّة بالمفاتيح كنوع من أنواع التشبيه، فهي كالشيء الثمين الذي لا يمكن لأحد معرفته أو حتى الوصول إليه، والغيب هو الشيء المَخفي المستتر الغائب عن كل عين، ولا يمكن أن يغيب عنه -سبحانه- وتعالى، وقد قدّر الله تعالى كل الأمور الغيبيّة ومفاتيحها عن البشر كلهم، فلا يمكن لأي أحد أن يعرف علم مفاتيح الغيب التي تخص الإنسان، وكل ما يتعلق به، ويتعلق بمخلوقات الله كلها.

كم عدد مفاتيح الغيب

إن مفاتيح الغيب هي خمسة أمور، وقد لخّصها الله تعالى في حديث عبدالله بن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَفاتِيحُ الغَيْبِ خَمْسٌ، لا يَعْلَمُها إلَّا اللَّهُ: لا يَعْلَمُ ما تَغِيضُ الأرْحامُ إلَّا اللَّهُ، ولا يَعْلَمُ ما في غَدٍ إلَّا اللَّهُ، ولا يَعْلَمُ مَتَى يَأْتي المَطَرُ أحَدٌ إلَّا اللَّهُ، ولا تَدْرِي نَفْسٌ بأَيِّ أرْضٍ تَمُوتُ إلَّا اللَّهُ، ولا يَعْلَمُ مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ إلَّا اللَّهُ)[1]، وهذه الأمور أو المفاتيح الغيبيّة هي:[2]

  • علم ما في الأرحام: معرفة ما في رحم الأنثى هو مقصور عليه -سبحانه- وتعالى، لأنه تعالى يعلم ما في الأرحام كلها، سواءً ذكر أو أنثى، وليس لأحد من البشر أن يعرف ما في الأرحام سواه سبحانه، وعلمه لما في الأرحام قبل أن تكون، وقبل أن تتخلّق حتى هو علم أزليّ منذ القدم، وعلمه تعالى لا يقتصر على معرفته لنوع الجنين، بل معرفته حتى لشكله، ومواصفاته، وحياته كلها، وأطوار نموه.
  • وقت قيام الساعة: فموعد قيام الساعة لا يعلمه أحد من البشر أو حتى الجن أو الملائكة، وهو بيد الله تعالى وحده، ودلّ على ذلك عدد من الآيات الكريمة، ومنها قوله تعالى: {يَسأَلونَكَ عَنِ السّاعَةِ أَيّانَ مُرساها قُل إِنَّما عِلمُها عِندَ رَبّي لا يُجَلّيها لِوَقتِها إِلّا هُوَ ثَقُلَت فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ لا تَأتيكُم إِلّا بَغتَةً}[3]، وجميع محاولات العلماء بتحديد أو التنبؤ بموعد يوم القيامة باءت بالفشل.
  • عِلم المستقبل: فالمستقبل هو أمر غيبي مجهول مقصور علمه على الله تعالى، ولا يمكن لأي أحد أن يحدد ماذا سيحصل له أو لأحد من البشر في مستقبله القريب أو البعيد، ومحاولة البعض التنبؤ بالمستقبل من خلال قراءة الكف، وحركة الكواكب والنجوم وغيرها من طرق هي محاولات تبوء بالفشل دائماً، وهي أيضاً نوع من الشرك بالله تعالى، وذلك من خلال التعدّي ومحاولة معرفة أمور تختص به -سبحانه- وتعالى، ويقتصر علمها عليه سبحانه.
  • وقت نزول المطر: فقد قَصَر الله تعالى معرفة وقت نزول المطر وموعده عليه، فليس لأحد من البشر أن يَدّعي أنه يعلم وقت نزول المطر بالتحديد، وما يقوم به المتنبئون الجويون لا يتعدى أن يكون محاولة منهم لتحديد وقت نزول المطر بعد ظهور علامات نزوله على طبقات الجو العليا، والعلم الأهم والأعظم هو علمه تعالى لوقت نزوله وموعده بالتحديد والأرض التي سينزل بها قبل آلاف السنين، فكل قطرة قدّرها الله تعالى وأنزلها بمقدار على مَن يريد من عباده، وعلى الأرض التي يريدها.
  • موعد ومكان الموت: فالموت أمر غيبي خالص، أمره بيد الله -سبحانه وتعالى- دون أحد من البشر، وقد قدّر الله تعالى الموت على عباده كلهم، ولكنه لم يبن لهم موعد أو وقت موتهم، ولا المكان الذي سيموتون فيه، وقد أخفى الله تعالى أمر الموت عن عباده، حتى يتسابقوا على فعل الخيرات والطاعات، ولا ييأسوا ويَركنوا أو يقنطوا من رحمة الله تعالى، لذا، فاستحالة أن يُعرف موعد الموت أو مكانه أو حتى طريقته.

المراجع

  1. صحيح البخاري , عبدالله بن عمر ، البخاري ،صحيح البخاري ،7379 ، [صحيح]
  2. islamweb.net , مفاتيح الغيب , 2024-03-23
  3. آية 187 , سورة الأعراف

مقالات ذات صلة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *