ما هي مفاتيح الغيب

مفاتيح الغيب يُقصد بها الأمور الغيبيّة التي لا يعلمها إلا الله تعالى، وقد أخفاها الله تعالى عن كل البشر، فعلمها عنده سبحانه، وقد أكدت جميع الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة بأن مفاتيح الغيب هي عند الله تعالى فقط، ولا أحد يستطيع التنبؤ بها أو الاطلاع عليها، وقد قدّر الله تعالى هذه المقادير منذ آلاف السنين، لذا يجب التسليم التام بأن الله تعالى هو مالك الملك، والقادر على كل شيء، وبأن بيده كل مفاتيح الغيب.

مفاتيح الغيب

فيما يلي بيان لمفاتيح الغيب: [1]

  • وقت قيام الساعة: فالله تعالى وحده يعلم وقت قيام الساعة، ولا أحد من الجن أو الإنس يعلم وقت قيامها، فعلمها محصور عنده سبحانه، حتى إن الله تعالى أخفاها عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وجبريل عليه السلام، لأنه عندما سأل النبي المَلك جبريل عن الساعة أجاب بأن لا يعلمها، وأن المسؤول ليس بأعرف من السائل، ومَن يَدعي الغيب يعتبر كافراً خارجاً من الملّة، وذلك لأنه يَنسب إلى نفسه شيء يختص به الله تعالى دون سواه، فقال تعالى: {قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ۚ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ}[2].
  • وقت نزول المطر: فالوقت الذي ينزل به المطر لا يعلمه إلا الله تعالى، وكل ما يخبر عنه المتنبئون الجويون هو مجرد توقعات قد تخطئ وقد تصيب، وفي حقيقة الأمر، فإن الله تعالى هو المالك لاتجاه الرياح، وحركة المطر، والأرض التي سيسقط عليها بالتحديد، ومكان السقوط والوقت، لذا يتوجب على المتنبئين الجويين أن يربطوا توقعاتهم لوقت نزول الأمطار بمشيئة الله تعالى وقدرته، لأن كل ما يفعلونه هي فقط توقعات لا غير، ومالكها والقادر عليها هو الله تعالى دون سواه.
  • عِلم ما في الأرحام: فقد انفرد -سبحانه وتعالى- بمعرفته لما تَحمل به الأنثى، سواءً كان الحَمل ذكراً أو أنثى، لأن الله تعالى هو خالق الجنين داخل الرحم، وهو الذي يُسيّره في جميع أطواره، وهو مَن زرعه في رحم الأم منذ أن كان نطفة، ومن ثم تطوّره إلى عَلقة، ومن ثم تحوّله إلى مضغة، حتى يتحوّل إلى جسد كامل متكامل، ثم يأمره الله تعالى بأن ينزل من الرحم، كذلك لا يقتصر علم الله تعالى على علمه لنوع الجنين، بل هو يعلم أيضاً أن إذا كان هذا الجنين شقياً أم سعيداً، لأن الله تعالى كتب عنده في الكتاب مصيره منذ أن خلق السموات والأرض، عدا عن علم الله تعالى لشكل هذا الجنين ومواصفاته الشكليّة والجسدية كلها، ولا يمكن لأي بشر مهما تطوّر علمه ومعرفته أن يعلم شيء من ذلك كله.
  • عِلم الأرزاق: فإن الله تعالى عنده علم الأرزاق، وما تكسبه النفوس اليوم، وغد وبعد غد، ولا يقتصر علمه على علمه للرزق فقط، بل يتعدّاه لعلمه -سبحانه وتعالى- للعمل الذي سيعمله الشخص، وما الذي سيكسبه من هذا العمل، وأيضاً يعلم -سبحانه وتعالى- المال الذي سيكسبه الإنسان، ومقدار هذا المال، وأيضاً العلم الذي سيتعلمه الإنسان، وكل شيء يخص الإنسان ورزقه وماله وولده، وكل ما يتحصّل عليه في هذه الدنيا.
  • موعد الموت: فإن موعد الموت مقصور على الله تعالى، ولا أحد يعلم متى يموت الإنسان سواه سبحانه، ولا يمكن أيضاً لأي أحد أن يتنبأ بالموت، فعلم الموت من العلوم المحصورة على الله تعالى، ولم يُعلّمها لأحد غيره سبحانه، والله تعالى يعلم متى يموت الإنسان، وفي أي مكان، وأي وقت وزمان، وما هي الحالة التي سيكون عليها حين موته.

المراجع

  1. islamweb.net , مفاتيح الغيب , 2024-03-23
  2. سورة النمل , آية 65

مقالات ذات صلة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *