حكم زيارة القبور للنساء

لقد شرع الله تعالى زيارة القبور لما في زيارتها من تذكير للناس بالآخرة والموت، ففيها يأخذ المسلم العظة والعبرة لما آل إليه وضع غيره، كذلك عند زيارة القبور؛ فإن المسلم يدعو لأخيه المسلم بأن يخفف الله تعالى عنه، ويرفع من درجاته في الجنة، وقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يزور قبور أهله وأحبابه، ويدعو لهم ويُقرأهم السلام، فهل يجوز للمرأة زيارة القبور كما الرجل؟

حكم زيارة القبور للنساء

اختلف العلماء المسلمون على حكم زيارة النساء للقبور، وكان لهم في حكمه ثلاثة أقوال هي:^[1]

• مذهب المالكيّة والشافعيّة وإجماع العلماء في حكم زيارة القبور للنساء:
  • قال هؤلاء بأن زيارة النساء للقبور مكروهة، وقد استدلوا على هذا الحكم الشرعي من حديث أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لَعنَ زوَّاراتِ القبورِ)^[2].
• مذهب بعض علماء الحنفيّة، وابن تيمية، وابن باز، وابن عثيمين:
  • قال هؤلاء بأن زيارة النساء للقبور حرام شرعاً، وقد استدلوا بذلك على لعن النبي -صلى الله عليه وسلم- النساء ممن يزرن القبور، وهذا يدل على حرمة زيارة القبور للنساء، كذلك لأن زيارة المرأة للقبور تؤدي إلى تجدد حزنها وألمها، وربما تؤدي إلى نوحها وبكائها الشديد عند القبر، فيتجدد الألم والحزن في قلبها، فيتأذى الميت ببكائها عليه عند القبر.
• مذهب بعض علماء المالكيّة، وبعض علماء الشافعيّة، ورأي القرطبي، والشوكاني، وأحمد بن حنبل:
  • قال هؤلاء بأن زيارة النساء للقبور مباحة، وقد استدلوا على هذا الحكم الشرعي من حديث عائشة أم المؤمنين قالت: (أنَّ عائشةَ أقبلتْ ذاتَ يومٍ من المقابرِ، فقلتُ لها يا أمَّ المؤمنينَ من أينَ أقبلتِ قالت من قبرِ أخي عبدِ الرحمنِ بنِ أبي بكرٍ فقلتُ لها أليسَ كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- نهَى عن زيارةِ القبورِ قالت نعم ثم أَمَرَ بزيارَتِهَا)^[3].