اسماء يوم القيامة

ورد ذكر يوم القيامة في العديد من آيات القرآن، حيث تعدّدت أسماء هذا اليوم العظيم الذي يتوجّب على الإنسان المُسلم أن يكون حريصًا عليه، بالعمل الصّالح والالتزام التّام بالشّريعة الصحيحة التي كتبها الله على عباده المؤمنين الصّالحين الذين اتّبعوا نهج الأنبياء في الخلق والعبادة، وفقَ ما جاءت به الدّيانات والكُتب السّماويّة.

اسماء يوم القيامة

فيما يلي تم الإشارة إلى أسماء يوم القيامة مع ذكر تفاصيل حولَ نعاني وأسباب أسماء يوم القيامة، والتي جاءت في التّالي:

يوم القيامة

جاء ذكر هذا الاسم دونا عن غيره في سبعين آية من آيات القرآن الكريم، فقال تعالى: “اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّـهِ حَدِيثًا” [1] وكذلك جاء في عدد واسع من أحاديث المُصطفى العدنان صلّى الله عليه وسلّم، ومنها الحديث الآتي: أنا سيدُ ولدِ آدمَ يوم القيامةِ ولا فخرَ” [2] وقد أُطلق عليه هذا الاسم من كونه اليوم الذي يقوم به النّاس من قبورهم إلى ربّ العالمين.

اليوم الآخر

وقد جاء هذا الاسم في عدد واسع من آيات القرآن الكريم، قال تعالى: “إِنَّما يَعمُرُ مَساجِدَ اللَّـهِ مَن آمَنَ بِاللَّـهِ وَاليَومِ الآخِرِ” [3] وأيضًا جاء ذكر اليوم الآخر في عدد من أحاديث الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، فقال: “مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ” [4] وقد رأى العلماء في تفسيرهم؛ لأنّه اليوم الذي تكون به نهاية العوالم كلّها وهو اليوم الذي يشهد النّاس فيه إقبال الحياة الآخرة ونهاية الحياة الدّنيا.

يوم البعث

جاء هذا الاسم في مرّتين ضمن الآية الكريمة في كتاب الله: “وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّـهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَـذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَـكِنَّكُمْ كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ” [5] وقد سُمّي يوم البعث لأنّ في هذا اليوم يكون الموعد المحتوم الذي تُبعث به الأرواح في الأموات ويتم إخراجهم من قبورهم ومراقدهم إلى الله ليشهدوا ساعة الحساب.

يوم الآزفة

ورد هذا الاسم في موضعين في آيات الكتاب الحكيم، فقال تعالى: “وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ” [6] وقد جاءت أزف هنا بمعنى قد دنت واقتربت، حيث راح العلماء في تفسيرهم على أنّ يوم القيامة هو اليوم القريب والحتمي، لأنّ كلّ آتٍ فهو قريب.

اليوم المشهود

وجاء ذكر اليوم المشهود في القرآن الكريم مرّة واحدة في سورة هود، حيث قال تعالى: “إِنَّ في ذلِكَ لَآيَةً لِمَن خافَ عَذابَ الآخِرَةِ ذلِكَ يَومٌ مَجموعٌ لَهُ النّاسُ وَذلِكَ يَومٌ مَشهودٌ” [7] وقد جاء هذا الاسم في رواية ضعيفة لأحد الأحاديث النبوية عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في قوله: “الشاهِدُ يومُ عرفَةَ، ويومُ الجمعَةِ، والمشهودُ هو الموعودُ يومُ القيامَةِ” [8] وقد سُمّي اليوم المشهود؛ لأنّه اليوم الذي سوف تشهده الخلائق كلّها فلا يتخلّف من المخلوقات أحد، وهو اليوم الذي يُحاسب الله به العباد، ويردّ المظالم لأهلها.

يوم الفصل

وقد جاء الاسم في عدد من الآيات المُباركة في كتاب الله، فقد قال تعالى في كتابه: “وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَـذَا يَوْمُ الدِّينِ * هَـذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ” [9] وقد سُمّي يوم الفصل؛ لأنّه اليوم الذي يفصل الله فيه بين الأولين وبين الآخرين بالأعمال التي قاموا بها، فيميز الخبيث من الطّيب، ويجزي الصّابرين الطّائعين أجورهم.

يوم التناد

جاء هذا الاسم مرّة واحدة في القرآن الكريم، في سورة هود تحديدًا، حيث قال تعالى: “وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ” [10] وقد فسّر العلماء هذا الاسم في أنّه اليوم الذي يشهد المناداة؛ لأنّه يوم عظيم، ومن صور المناداة التي تحصل فيه، جاءت في الآتي:

  • اليوم الذي يُنادي به أهل الجنّة على أهل النّار، حيث قال تعالى: “وَنادى أَصحابُ الجَنَّةِ أَصحابَ النّارِ” [11] 
  • اليوم الذي يُنادي به أصحاب الأعراف رجالًا يعرفونهم، قال تعالى في ذلك: “وَنادى أَصحابُ الأَعرافِ رِجالًا يَعرِفونَهُم بِسيماهُم” [12]
  • اليوم الذي تُنادي به الملائكة على أصحاب الجنّة، قال تعالى: “وَنادى أَصحابُ النّارِ أَصحابَ الجَنَّةِ” [13]

يوم التلاق

جاء اسم يوم التناد في القرآن الكريم في لفظٍ واحد في سورة غافر، حيث قال تعالى: “رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ” [14] وقد فسّر العلماء ذلك الاسم في أنّه اليوم الذي تلتقي به الخلائق مع الله -سبحانه وتعالى- ومع أهل السّماء، وفيه يلتقي الظّالم والمظلوم والأولين مع الآخرين، والعابد مع المعبود، ويلقى في هذا اليوم الإنسان جزاءً على ما اقترفت يداه من الخير والشّر.

يوم الحسرة

جاء هذا الاسم مرة واحدة في القرآن الكريم في سورة مريم تحديدًا، حيث قال تعالى: “وَأَنذِرهُم يَومَ الحَسرَةِ إِذ قُضِيَ الأَمرُ وَهُم في غَفلَةٍ وَهُم لا يُؤمِنونَ” [15] وكذلك فقد جاء في رواية صحيحة لأحد الأحاديث النبويّة عن رسول الله صلّى الله عليه، وقد فسّر العلماء معنى الاسم في كوته اليوم الذي يتحسّر به النّاس على أعمالهم حيث يرى الكافر عظيم الجزاء الذي ناله المؤمن، ويرى الظّالم عظيم العقاب، فيتحسّر على ما قدّمت يداه.

يوم الجمع والتغابن

جاء ذكر يوم القيامة بوصفه يوم الجمع في الآية التّالية، حيث قال تعالى في كتابه: “وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ” [16] ومن الجدير بالذكر أنّ مصطلح التّغابن لم يرد في القرآن الكريم إلّا مقرونًا مع يوم الجمع في آية واحدة، وهي: “يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ” [17] وقد فسّر العلماء معنى الاسم في كونه يوم الجمع الذي يجمع الله تعالى به النّاس من أجل الحساب، وأمّا عن الغبن، فهو أخذ الشّيء بدون قيمته الحقيقة، وهو اليوم الذي تتجلّى به الخسارة الحقيقة عند الكافر، حيث يشهد المؤمن فيه ثوابه بعد أن اشترى الجنّة بأعمال الدّنيا، والتّعفف عنها وما فيها، فهي تجارة رابحة مع الله قد غبن عنها الكافرون.

يوم الحاقة

وقد جاء يوم القيامة بهذا الاسم في فواتح السّورة التي سمّيت باسمها، حيث قال الله -سبحانه وتعالى- في كتابه: “الْحَاقَّةُ* مَا الْحَاقَّةُ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ” [18] وقد فسّر العلماء معنى الاسم؛ لأنّ في هذا اليوم تحقّ الحقائق، وتتجلى الأمور فيجب الجزاء على الأعمال، وقد راح جمع من العلماء في القول بأنّ في هذا اليوم يحقّ لكلّ عامل عمله.

يوم الحساب

جاء ذكر يوم القيامة بهذا الاسم في عدد من الآيات في كتاب الله -سبحانه- وتعالى، حيث جاء منها:” هَـذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ” [19] وقد فسّر العلماء سبب التسمية؛ لأنّه اليوم الذي يزن الله به الأعمال على النّاس، فيعدد الله على النّاس أعمالهم من شرّ وخير، ومن طاعة ومعصية، فيُعرّفهم بها ويجزيهم الثّواب على الإحسان والعقاب على الذّنوب.

يوم الطامة الكبرى

جاء هذا الاسم في موضع واحد في القرآن الكريم، حيث قال تعالى في مُحكم تنزيله: “فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى”[20] وقد فسّر العلماء معنى الاسم عن كون هذا اليوم هو اليوم الذي فيه الغالبة، وسمّيت الطّامة الكبرى؛ لأنّ في هذا اليوم تغلب الطامة كلّ شيء سِواها.

يوم القارعة

ورد هذا الاسم في فواتح السّورة التي بدأت بها وسمّيت على اسمها، حيث قال -سبحانه وتعالى- في مُحكم التّنزيل: “الْقَارِعَةُ* مَا الْقَارِعَةُ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ” [21] وكذلك فقد جاءت بهذا الاسم في سورة الحاقّة، حيث فسّر العلماء معنى الاسم من كون هذا اليوم هو اليوم الذي تقرع القلوب بأهوالها والعياذ بالله.

يوم الصاخة

جاء هذا الاسم في موضع واحد في القرآن الكريم، حيث قال تعالى: “فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ” [22]  وقد فسّر العلماء معنى الاسم في كون الصّاخة هي صيحة القيامة أجارنا الله من هولها، وقد سمّيت بهذا الاسم؛ لأنها تصخّ الآذان أي تصمّها من قوّتها وهولها.

يوم القارعة

وجاء هذا الاسم أيضا في فواتح السورة التي سمّيت باسمها، فقال تعالى في مُحكم التنزيل: “الْقَارِعَةُ* مَا الْقَارِعَةُ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ” [23] وأيضًا جاءت بهذا الاسم في سورة الحاقّة حيث قال تعالى:” كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ” [24] وقد أُطلق عليها هذا الاسم؛ لأنّ هذا اليوم هو اليوم الذي تقرع القلوب به من الهول.

يوم الجاثية

جاء هذا الاسم في موضع واحد في كتاب الله جلّ وعلى، حيث قال تعالى: “وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ” [25] وقد فسّر العلماء المعنى من كون الجثو هو الجلوس على الركب، وقد سمّيت بذلك لهول ما لذلك اليوم العظيم من وقع وخوف، فيكون النّاس فيها جاثيين على ركبهم من شدّة الخوف والحذر.

يوم الساعة

وقد ذكر يوم القيامة باسم يوم السَّاعة في تسعة وثلاثين مكاناً وآية، حيث قال الله جلّ وعلا: “أَفَأَمِنوا أَن تَأتِيَهُم غاشِيَةٌ مِن عَذابِ اللَّـهِ، أَو تَأتِيَهُمُ السّاعَةُ بَغتَةً وَهُم لا يَشعُرونَ” [26] وقد جاء الاسم من كون الساعة تدلّ على فكرة الزّمن، وقد أُطلق عليها هذا الاسم؛ لأنّها تكون في آخر ساعات الدّنيا وأوّل ساعات الآخرة، وهي الساعة التي تنتقل بها المخلوقات من حياة الدّنيا إلى حياة وتوقيت وتفاصيل الآخرة، أجارنا الله من هولها.

المراجع

  1. سورة النساء , الآية: 87
  2. التوسل والوسيلة , ابن تيمية، أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:126، صحيح.
  3. سورة التوبة , الآية: 18
  4. صحيح البخاري , البخاري، أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:6138، صحيح.
  5. سورة الروم , الآية: 56
  6. سورة غافر , الآية: 18
  7. سورة هود , الآية: 103
  8. السلسلة الضعيفة , الألباني، أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3754.
  9. سورة الصافات , الآية: 20- 21
  10. سورة غافر , الآية: 32
  11. سورة مريم , الآية: 35
  12. سورة الشورى , الآية: 7
  13. سورة غافر , الآية: 15
  14. سورة مريم , الآية: 39
  15. سورة الشورى , الآية: 7
  16. سورة التغابن , الآية: 9
  17. سورة الحاقة , الآية: 1- 3
  18. سورة ص , الآية: 53
  19. سورة النازعات , الآية: 34
  20. سورة عبس , الآية: 35
  21. سورة القارعة , الآية: 1-3
  22. سورة الحاقة , الآية: 4
  23. سورة الجاثية , الآية: 28
  24. سورة يوسف , الآية: 107

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *