هل يجوز التبني في الاسلام
إن التبني هو أن ينسب الإنسان إليه ولدًا ليس له، ولا من صلبه، ولم تلده زوجته، فيعطيه اسمًا ويلقبه به، وينسبه إليه ولعائلته، بحيث يصبح فردًا منها، ويعتبر التبني ظاهرة قديمة تعود إلى عصر الجاهلية، وكانت شائعة جدًا عند الرومان والكثير من الأمم غيرهم.
هل يجوز التبني في الاسلام
إن التبني محرم في الإسلام، ويوجد في ذلك العديد من الآيات والأحاديث الواضحة، والتي تدل على عدم جواز التبني، كقوله تعالى (ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله، فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم)[1]، وحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما قال: “من انتسب إلى غير أبيه، أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين”[2]، وقوله صلى الله عليه وسلم “ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر”[3]، وقد فرق الإسلام بين التبني والتربية، فإذا ربّى المسلم طفل يتيم وأحسن تربيته، وأنفق عليه، ونسبه إلى أبيه فذلك جائز ولا بأس به، لأنه يتيم ولا أب له، أما إذا نسبه إليه فقد كفر.
لماذا التبني حرام في الإسلام
فيما يلي أسباب تحريم الإسلام للتبني:
- كونه مخالفة لقول الله عز وجل (ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً).[1]
- كون التبني فيه اختلاف نسب للطفل المُتبنى، فيتم نسبه إلى غير أبيه، لأن النسب يكون بالولادة.
- لأن التبني يؤثر في الميراث حيث يرث الطفل من ورثة أبيه كأنه ابنه، وهو ما سيؤثر على ورثة الأخوات في حال وجودهن.
- يفرض التبني وجود ما حرمه الله كالخلوة بين المُتبنى وأفراد الأسرة.
- اقتداءً بالرسول -صلى الله عليه وسلم- عندما تبنى الصحابي زيد بن حارثة، فدعاه الناس زيد بن محمد، وبعد نزول حكم تحريم التبني نسب النبي زيد لوالده، فناداه الناس بزيد بن حارثة.