هل يجوز قراءة القران منسدح

لقد استحبّ الله تعالى قراءة القرآن الكريم لعباده، وذلك لأجر وثواب قراءته، ولكن هناك أموراً يجب أن يلتزمها قارئ القرآن حتى ينال أجر قراءته، ومنها أنه يجب أن يكون طاهراً غير جُنب، لأن القرآن لا يمسّه إلا كل شخص طاهر عن الحدث الأصغر أو الحدث الأكبر، وقد أباح الشرع الحنيف للمسلم قراءة القرآن إذا كان جالساً، أو ماشياً وفي كل أحواله ما دام على طهارة، فهل يجوز قراءة القرآن والشخص منسدح؟

هل يجوز قراءة القران منسدح

يجوز قراءة القرآن والشخص مُنسدح، بل مَدح الله تعالى وأعلى من شأن عباده المؤمنين الذين يقرأون القرآن في كل أحوالهم وحتى في حال اضطجاعهم، وذلك في قوله تعالى في سورة آل عمران: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً، وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}^[1]، وهذه الآية هي بمثابة مديح لقارئ القرآن وهو منسدح أو مضطجع، أو قائم، أو ماشٍ، وهذه الآية تدل على أنه لا مانع من قراءة القرآن للشخص المنسدح، بل يجوز قراءته في كل حال يكون عليه المسلم ما دام طاهراً، فالقائم، والجالس، والماشي، وحتى المضطجع يجوز له أن يقرأ آيات الله، لأن الدّين الإسلامي هو دين يُسر، وليس دين عُسر، وذِكر الله تعالى جائز في كل وقت وحين، حيث لم يجعل الله تعالى في الدين من حرج، وقراءة القرآن تعتبر نوعاً من أنواع الذكر، ولكن يجب على الأشخاص الذين ليسوا على طهارة كالمرأة الحائض أو النفساء أو الأشخاص الذين يكونون جُنُباً أن يبتعدوا عن مس المصحف، ولكن يجوز لهم قراءته عن ظهر قلب، أو حتى من خلال الجوال أو الحاسوب أو أية وسيلة من الوسائل الأخرى الحديثة.^[2]