ما هي مراتب القدر بالترتيب

يقصد بالقَدَر كل ما يُقدّره الله تعالى لعباده من خير أو شر، والإيمان بالقدر خيره وشرّه هو مرتبة من مراتب الإيمان، وقد قدر الله تعالى مقادير العبادة كلها منذ أن خلق السموات والأرض، وحفظ -سبحانه وتعالى- هذه المقادير عنده في اللوح المحفوظ، وكل المقادير بيد الله تعالى ولا يمكن لأحد تغييرها إلا بإذنه سبحانه.

ما هي مراتب القدر

فيما يلي قائمة بمراتب القَدر الأربعة: [1]

  • العِلم

وهو المرتبة الأولى من مراتب القَدر، ويُقصد بالعلم هو: العلم الأبدي والأزلي الذي لم يكن له بداية، لأن العلم صفة من صفات الله تعالى وهو مستمدٌ منه سبحانه، وهو -سبحانه- أصل العلم في هذا الكون كله، فالعلم موجود منذ القدم، وسيبقى موجوداً إلى الأبد ما دامت السموات والأرض، فإن الله تعالى يعلم ما سيفعله عباده في المستقبل من أمور، وذلك محفوظ عنده من القِدم، وقال دل على هذه المرتبة عدد كبير من الأدلة من القرآن الكريم، ومنها قوله تعالى: {وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ}[2]، فإن الله تعالى يعرف كل حيثيات هذا الكون العظيم مهما كانت.

  • الكِتابة

وهي المرتبة الثانية من مراتب القَدر بعد مرتبة العلم، وتأتي في ترتيبها تالية للعلم الذي علمه الله تعالى لخلقه، والفرق بين العلم والكتابة هو: أن العلم قديم وأزلي، وأما الكتابة فهي تالية للعلم، وقد وُجدت قبل خلق الله تعالى للسموات والأرض بآلاف السنين، ودلّ على ذلك حديث عبدالله بن عمرو قال: (كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ)[3]، وقد كتب الله تعالى كل مقادير العباد عند في اللوح المحفوظ منذ الخلق وحتى قيام الساعة، وكل شيء كُتب عند الله تعالى في لوحة ما سيفعله العباد اليوم وغداً، وبعد غد وفي كل يوم، ولا يمكن لأي أحد أن يُغير ما كتبه الله تعالى عنده في اللوح المحفوظ، ولن يحصل لنا سوى ما كَتبه الله تعالى لنا.

  • المَشيئة

يُقصد بالمشيئة هي: إرادة الله تعالى التي جعل عليها الكون الذي خَلقه، وتسييره لهذا الكون بالطريقة التي يريدها سبحانه، والمشيئة مرتبطة ارتباط تام وكامل بالفعل، فالمشيئة لا تتقدم ولا تتأخر عن الفعل، وقد دل على ذلك قوله تعالى في سورة آل عمران: {كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا، فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}[4]، فمشيئة الله تعالى سوف تكون ولن يكون سوى مشيئته سبحانه، والمسلم يعتقد بأنه لا تعلو مشيئة على مشيئته سبحانه، وأن ما يريده سوف يكون دون زيادة أو نقصان، ولن يحدث أي شيء في السموات والأرض إلا ما يقدّره الله تعالى، والله تعالى يهدي إلى الحق مَن يريد من عباده، ويُضلّ من يريد من عباده بمشيئته وقدرته.

  • الخَلق

الخَلق ويعتبر آخر مرتبة للقدر، ويُقصد بالخلق هو: خَلق الله تعالى لكل من في الأرض والسموات من مخلوقات، وأشخاص، وكائنات حيّة وغير حيّة، ويتضمن الخَلق أيضاً أعمال وأفعال الخلق التي يُقدمون عليها، وعلى الرغم من ذلك، فقد أمر الله تعالى عباده بفعل الأعمال الصالحة، وأمرهم بالابتعاد عن المعاصي كبيرة كانت أم صغيرة، فالعبد هو المسؤول الأول والأخير عن أعماله إن كانت خير فخير، وإن كانت شر فشر، وقال تعالى في سورة التكوير: {مَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ* وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}[5].

المراجع

  1. islamweb.net , مراتب القَدَر , 2024-02-29
  2. الأنعام , 59
  3. صحيح مسلم , عبدالله بن عمرو ،مسلم ،صحيح مسلم ،2653 ، [صحيح]
  4. آل عمران , 47
  5. التكوير , 28-29

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *