سيرة الصحابي عمر بن الخطاب
جدول المحتويات
عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- هو الخليفة الثاني للمسلمين، وقد تميّز بعدد من الصفات التي ميّزته عن غيره من الخلفاء أهمها أنه جمع بين الرحمة والشدّة، والعَدل والحَزم، والتواضع والرّفعة، كذلك تحقق في عهده ما لم يتحقق لدولة الإسلام في عهد غيره من الخلفاء، فقد أسس أهم وأعظم الإمبراطوريات وأقواها على مرّ التاريخ، وسيرة هذا الصحابيّ الجليل يمكن تلخيصها في هذا المقال.
سيرة عمر بن الخطاب
يمكننا تلخيص السيرة الذاتيّة لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- من خلال السطور القادمة: [1]
اسمه ونَسبه
عمر بن الخطاب هو: عمر بن الخطاب بن نُفيل بن عبد العُزّى بن رباح بن عبدالله بن قرط بن رَزاح بن عدّي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي، كان مولده ونشأته في مكة المكرمة، وقد عُرف أبوه بالشدّة والحزم، كا أنه كان فارساً من فرسان قريش، لذا فقد أخذ عمر بن الخطاب الكثير من هذه الصفات عن والده، وأمه هي: حنتمة بنت هشام المخزوميّة.
مولد عمر بن الخطاب
وفي شبابه كان كغيره من الشباب في مكة المكة المكرمة، كان يحب السمر واللهو، وتزوّج تسع نساء، أنجبن له عدداً من الأبناء والبنات، وعُرف عن عمر بن الخطاب أنه كان شديد التعصّب لرأيه، ولا يحب النقاش والجدال، كذلك كان أشدّ الناس عداوة للإسلام والمسلمين، فقد حارب النبي -صلى الله عليه وسلم- ودعوته بكل ما أوتي من قوة.
إسلام عمر بن الخطاب
استمرّ عمر بن الخطاب في عدائه للإسلام فترة طويلة، وعَزم على التخلَص من النبي ودعوته، حتى تعود القوة والهَيبة لقريش، فحَمل سيفه وانطلق نحو النبي -صلى الله عليه وسلم- يريد قتله، وهو في الطريق إلى النبي عَلم بأمر إسلام أخته فاطمة وزوجها، فوجد عندهما خبّاب بن الأرت يقرأ عليهما القرآن، فضرب أخته وزوجها بكل ما أوتي من قوة، وأخذ الصحيفة التي كان خباب بن الأرت يقرأها عليهما، فرقّ قلبه لما قرأ، وأسلم على إثر ذلك، فتوجّه إلى النبي، وأعلن إسلامه على الملأ، فحزنت قريش حزناً شديداً لإسلامه، وفرح المسلمون فرحاً شديداً، وأطلق عليه النبي اسم الفاروق، وكان إسلامه في السنة السادسة من الهجرة.
هجرة عمر بن الخطاب من مكة إلى المدينة
لم تكن هجرة عمر بن الخطاب هجرة سريّة من مكة إلى المدينة كما كان يفعل باقي المسلمين، بل كانت هجرته علنيّة على الملأ، فبعد أن قرر أن يهاجر إلى المدينة توجّه إلى الكعبة، وطاف بها، ثم نادى على المشركين، وأخبرهم أنه مهاجر إلى المدينة، ومَن يستطيع ردّه، فليَتبعه إلى بطن الوادي، فلم يَتبعه أحد.
خلافة عمر بن الخطاب
بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، واستلام أبي بكر الصدّيق لخلافة المسلمين، كان عمر بن الخطاب يقوم بأمر الوزارة، والقضاء وغيرها العديد من شؤون الدولة، وبعد وفاة أبي بكر الصدّيق، تولّى عمر خلافة المسلمين بعد أن بايعه المسلمون على ذلك.
الفتوحات في عهد عمر بن الخطاب
من أبرز الفتوحات التي تمت في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ما يلي:
- فتح مدينة دمشق
- كان ذلك في السنة 14 للهجرة، فقد تم فتحها بعد محاصرتها لفترة طويلة، وحدث قتال بين المسلمين والروم، هُزم الروم على يد المسلمين، ودَفعوا لهم الجزية.
- فتح مدينة حمص وبعلبك
- فُتحتا على يد الجيش الذي قاده أبو عبيدة، وكان ذلك في السنة 14 للهجرة.
- فتح الأردن
- كان فتحها على يدّ الجيش الذي قاده شرحبيل بن حسنة، وذلك في معركة اليرموك التي كانت بين المسلمين والروم الذين كان يفوق عددهم عدد المسلمين بأضعاف كثيرة، فانتصر المسلمون على جيش الروم، وفُتحت الأردن.
- فتح بيت المقدس
- كان فتحها في السنة 15 للهجرة، على يد الجيش الذي قاده عمرو بن العاص.
- فتح مصر
- كان فتحها على يد الجيش الذي قاده عمرو بن العاص أيضاً، ففتح المسلمون مصر، ثم فتحوا الإسكندريّة، وسيّطروا على باقي المناطق.
- فتح نهاوند.
- فتح البصرة.
- فتح الموصل.
- فتح فارس.
الإنجازات الإداريّة لعمر بن الخطاب
من أهم إنجازات عمر بن الخطاب على مستوى الإدارة والدولة ما يلي:
- استخدام التاريخ الهجري للتقويم الإسلامي.
- إنشاء الدواوين.
- إنشاء بيت مال المسلمين.
- إنشاء أمصار ومدن جديدة.
- توسعة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم.
- أجبر أهل الذمة على دفع الجزية، وقنن عمليّة دفع الجزية وحددها.
وفاة عمر بن الخطاب
كانت وفاة عمر بن الخطاب في يوم الأربعاء الموافق 23 من الهجرة، وذلك في صلاة الفجر على يد أبي لؤلؤة المجوسي، الذي قام بطعن عمر بن الخطاب عدّة طعنات بخنجره، فسقط على إثرها الخليفة عمر مغشياً عليه، قبل أن يتمكّن المسلمون من القاتل ويقبضون عليه، فقام بطعن نفسه عدّة طعنات، ومات على إثر ذلك، ولم يُعرف السبب الذي لأجله فعل أبو لؤلؤة المجوسي ذلك، ومات وسرّه معه، وتوفي عمر بن الخطاب في صباح اليوم التالي من عمليّة الطعن المشؤومة.