صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان

يُقصد بعباد الرحمن هم عباد الله الطائعين له الباحثين عن رضاه -سبحانه- وتعالى، والمبتعدون عن غضبه وسخطه، وهم عباد متواضعون، صابرون، خاشعون لربهم، مجتنبين لكل ما نهاهم الله تعالى عنه، قائمين بكل ما أمر الله تعالى به، لذا مدح الله تعالى هؤلاء العباد، ووصفهم بعباد الرحمن، أي عباد الله تعالى القريبين منه، وسيُتَعَرَّف على صفات عباد الرحمن بالتفصيل.

صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان

تالياً بيان لصفات عباد الرحمن الواردة في سورة الفرقان:[1]

  • التواضع: وذلك في قوله تعالى في سورة الفرقان: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا}[2]، فهؤلاء العباد متواضعون لغيرهم من الناس، لا يتكبرون على غيرهم ولا يتجبرون، كذلك فهم يخفضون جناح الذل للمؤمنين، ويعاملونهم بتواضع.
  • الإعراض عن الجاهلين: وذلك في قوله تعالى في سورة الفرقان: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمًا}[3]، فهؤلاء العباد يبتعدون عن اللغو في الكلام والأفعال، كذلك فهم يبتعدون عن مخاطبة الجاهلين، ويعرضون عن جدالهم أو نقاشهم، لأن نقاشهم لا يفضي لأي نتيجة.
  • يقيمون الليل بالصلاة والطاعة: وذكرت هذه الصفة في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يِبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا}[4]، حيث يقيم عباد الرحمن الليل، ويملؤونه بالصلاة والعبادات، والتهجد لكسب رضى الله تعالى والبعد عن سخطه.
  • الخشية من عذاب الله وسخطه: وذلك في قوله تعالى في سورة الفرقان: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا}[5]، فعباد الرحمن يخشون من وقوع عذاب الله تعالى وسخطه عليهم، ولا يخشون أحد سوى الله تعالى، لأنه الوحيد المستحق للعبادة.
  • التوازن وعدم الإسراف: وذلك في قوله تعالى في سورة الفرقان: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا}[6]، فعباد الرحمن لا يُسرفون في الإنفاق، بل هم مقتصدون لا يُبذّرون؛ لأن المبذرين هم إخوان الشياطين، وقد ذمّ الله تعالى صفة التبذير والإسراف، وحث على التوسّط والاعتدال في كل شيء.
  • لا يشركون بالله إلهاً آخر: وذلك في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ}[7]، فهؤلاء العباد لا يُشركون بالله أحد آخر، بل هم مخلصو العبادة له -سبحانه- ولا يَدعون مع الله أي أحد.
  • لا يُقدمون على قتل النفس التي حرّمها الله: وذلك في قوله تعالى في سورة الفرقان: {وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ}[8]، فعباد الرحمن يتجنبون قتل النفس التي حرّمها الله، لأن قتل النفس من كبائر الذنوب التي قد يُقدم عليها العباد.
  • لا يُقدمون على فعل الزنا: وذلك في قوله تعالى: {وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلاَّ مَن تَابَ، وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا، فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ، وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}[9]، فعباد الرحمن لا يفعلون الزنا، ولا يقتربون منه مهما حصل، لكنهم يعرفون بأن الزنا يترتب عليه الكثير من الآثام، وهو من أشد المعاصي، وفيه ضرر على النفس والغير.
  • يُكثرون من التوبة النصوح لله تعالى: وذلك في قوله تعالى: {وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللهِ مَتابًا}[10]، فعباد الرحمن يُكثرون من الاستغفار والتوبة النصوح لله تعالى، لأن الله تعالى يغفر الذنوب كبيرها وصغيرها إذا أكثر عباده من التوبة والاستغفار عند قيامهم بأي فعل أو معصية تغضب الله تعالى.
  • لا يشهدون الزور: وذلك في قوله تعالى {وَالَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ}[11]، فعباد الرحمن لا يمكن أن يشهدوا زوراً وبهتاناً، لأن شهادة الزور فيها ضياع لحقوق العباد، وأيضاً هو سبب في غضب الله تعالى وسخطه.
  • يبتعدون عن اللغو: {وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا}[12]، فهؤلاء العباد يبتعدون عن اللغو في الكلام، ويمرون على اللغو مرور الكرام، لأن الله تعالى نهى عن الخوض في سفيه الكلام، ونهى عن مخالطة السفهاء.
  • يتفكرون في آيات الله تعالى ولا يعرضون عنها: {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا}[13]، فعباد الرحمن يتفكرون بآيات الله تعالى ويفهمونها ويحاولوا تطبيقها في حياتهم اليومية، ولا يقفوا موقفاً محايداً منها وكأنهم صمٌ وعُمي.
  • الدعاء بأن يرزقهم الله الذرية الصالحة: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}[14]، فعباد الرحمن يدعون الله تعالى بأن يعطيهم الذرية الصالحة التي يرضى عنها، ويدعونه بأن يكن أولادهم وزوجاتهم من عباده الصالحين.

اقرأ أيضا: قصص سيدنا سليمان | قصة موسى والخضر مختصرة | قصة موسى مع الخضر | قصة نبي الله سليمان |  من هو خطيب الانبياء | من اول من صام من الانبياء

المراجع

  1. islamonline.net , صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان , 2024-11-25

مقالات ذات صلة