شعر عن السنة الهجرية الجديدة 1446
يعود السبب في تسمية السنة الهجرية بهذا الاسم؛ لهجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، حيث يستذكر العالم الإسلامي في هذا اليوم تضحيات النبي -صلى الله عليه وسلم- من أجل تأدية الأمانة والرسالة.
شعر عن السنة الهجرية الجديدة
فيما يلي شعراً عن السنة الهجرية الجديدة:
- القصيدة الأولى
يا هِجرة المصطفى والعين باكيةَ .. والدمع يجري غزيرًا من مآقيها.
يا هجرة المصطفى هيّجت ساكنةً .. من الجوارح كَاد اليأس يَطويها.
هيجّت أشجاننا والله فانطلقت .. منا حناجرنا بالحزن تَأويها.
هاجرت يا خير خلق الله قاطبةً .. من مكة بعد ما زَاد الأذى فيها.
هاجرت لما رأيت الناس في ظلم .. وكنت بدرًا منيرًا في دياجيها.
هاجرت لما رأيت الجهل منتشراً .. والشر والكفر قد عمّا بواديها
هاجرت لله تطوي البيد مصطحباً .. خلاً وفياً.. كريم النفس هاديها
هو الإمام أبو بكر وقصته .. رب السماوات في القرآن يرويها
يقول في الغار لا تحزن لصاحبه .. فحسبنا الله: ما أسمى معانيها
هاجرت لله تبغي نصر دعوتنا .. وتسأل الله نجحاً في مباديها
هاجرت يا سيد الأكوان متجهاً .. نحو المدينة داراً كنت تبغيها
هذي المدينة قد لاحت طلائعها .. والبشر من أهلها يعلو نواصيها
أهل المدينة أنصار الرسول .. لهم في الخلد دور أعدت في أعاليها
قد كان موقفهم في الحق مكرمة .. لا أستطيع له وصفاً وتشبيها
- القصيدة الثانية
أهلًا يا عام بالجمال تـجملًا .. وأتى على كل العباد وأَقبلا.
يا أحمد المختار عفوا إنني .. في عـامي الـهـجري أتـيت مهرولا.
ولَكَم تذكرت الصحابة منهم .. من رَافق النور المبين وهللا.
أَبكي على عصر الرسول وخافقي .. يشدو بأصحاب الحبيب وما تلا.
يَا مجد أمتنا العَريق حكايتي .. أنني ولدت بعصر من بَاعوا الولا.
بَاعوا الكرامة لليهود وعانقوا .. أحضانهم عند الوصال توسُلا.
العام أدبر ثم أقبل بعده .. عام وحَق المسلمين توكلا.
يَا أيها العام الجديد الاتري .. هذا الدمار على العباد قد اعتلى
- القصيدة الثالثة
كل عام هكذا قالوا وأنتم في هناء .. نَسأل الله لَكم في عَيشكم خير البقاء.
قد مَضى عام وزاد العمر عامًا في عَناء .. ودنا الإنسان يَسعى مُسرعًا نحو اللقاء.
حيث يلقاه المليك إن بَسعد ورضاء .. أو بنار تصطليه إن يَكن أهل شقاء.
فالحياة إخوتي فيما أرى محض وعاء .. كلما زاد امتلاء آذن المَرء انتهاء.
لَيتنا نَعمل حسنًا في ارتقا دار البَقاء .. مثلما نبذل جُهدًا في دنيا دار الفَناء
- القصيدة الرابعة
شَعّ الهُدى والبشر في بسماتهِ .. واليمن والإيمان في قسماته.
وتَفجرت فينا ينابيع الهُدى .. واستيقظ التَاريخ من غفواته.
إقرأ وربُّك في حراء تحررت .. والدَهر غافٍ في عميق سَباته.
جبريل حاملها وأحمد روحها .. إن الحديث موثَّق برواته.
مهج الملائك بالتلاوة تنتشي .. فتقبَّل الكلمات فوق شفاته.
صلى عليك الله يا من ذَكره .. قربى.. ونور الله من مشكاته.
يا من كساه الله حُلّة سمته .. وكساه بالقرآن حلّة ذاته.
لمّا أضاء الله مهجة قلبه .. هانت عليه الروح في مرضاته.
هانت عليه الروح في مرضاته .. غسل الكرى عن أعين الدنيا
كما يجلى الدّجى بالفجر في .. فلقاته وأنار بالآيات كلّ بصيرةٍ
فكأن نور الشمس من قسماته .. واقتاد للجنّات أسمى موكبٍ
“إياك نعبد” تمتمات حداته .. اقرأ معاني الوحي في كلماته
في نسكه وحياته ومماته .. لو نظّمت كلّ النجوم مدائحا
كانت قلائدهن بعض صفاته .. يا من بنى للكون أكرم أمّةٍ
من علمه من حلمه وأناته .. صاروا ملوكا للأنام بعيد أن
كانوا رعاء الشاء في فلواته .. فسل العدالة والفضيلة والندى
وسل المعنّى عن ملمّ شتاته .. وسل المكارم والمحارم والحيا
من غضّ عن درب الخنا نظراته .. من حطّم الأصنام في تكبيره
من عانق التوحيد في سجداته .. من أطلق الإنسان من أغلاله
من أخرج الموؤود من دركاته .. من علّم الحيران درب نجاته
من أورد العطشان عذب فراته .. من هدّ بنيان الجهالة والعمى
وبنى الأمان على رميم رفاته .. فإذا بأخلاق العقيدة تعتلي
زور التراب وجنسه ولغاته .. وإذا لقاء الله يأسر في رضا
وتشوّقٍ من كان عبد حصاته .. ورأى جنان الخلد حقًّا فازدرى
دنياه.. واستعلى على لذّاته .. أرأيت إقدام الشهيد وقد سعى
للحتف معتذراً إلى تمراته .. حملوا الهدى للكون في جفن الفدا
فتحرر الوجدان من شهواته .. خيّالة المجد المؤثل والعلا
فكأنما ولدوا على صهواته .. سمّارة المحراب في ليل
وإن نادى الجهاد فهم عتاة.. كماته في الهجرة الغراء ذكرى معهدٍ
نستلهم الأمجاد من خطراته .. تاريخ أمتنا.. ومنبع عزّنا
ودروبنا تزهو بإشراقاته .. فيه الحضارة والبشارة والتقى
ومقيل هذا الكون من عثراته .. فتألقي يا نفس في نفحاته
- القصيدة الخامسة
يا صاحبَ الذكرى إليكَ تحيتي .. وعليكَ يا خيرَ الوجودِ ثنائي
يزهو القصيدُ بذكركم يا سيدي .. فمقامُكم يعلو على الإطراء
أهدي إليكَ قصيدتي فلعلني .. يومَ اللقا أنجو بذا الإهداء
من وحي سيرتِكم أتتْ أبياتُها .. والعذرُ إن لم أستطع إيفائي
أرجو شفاعتَكم إذا اجتمع الورى.. أرجو رضاكم يا أبا الزهراء
نفسي انجلت عنها الهمومُ بمدحكم .. وتبدلتْ أكدارُها بصفاء
نورُ النبيِّ ” محمدٍ ” كشفَ الدجى .. كالبدرِ عند الليلةِ الظلماءِ
نورٌ على نورٍ مديح ” محمدٍ” .. حقاً برغم ِالأعينِ العمياء
فهو السراجُ وذاك وصفُ إلهِنا .. وضيا حبيبي فاقَ كلَّ ضياء
للعالمينَ أتيتَ ” أحمدُ ” رحمةً .. وأراكَ للكفار سيفَ فناء
في السِلْمِ خير ُمُسالمٍ يا سيدى .. والفارسُ المغوارُ في الهيجاء
والصحبُ إن حميَ الوطيسُ ببأسِكم .. هم يتقونَ وعندَ كلِ بلاء
هيهاتَ أن أظما وذكرُكَ سيدي .. للقلب فيه مدى الحياةِ روائي
يا ويحَ أربابَ الجهالةِ أقبلوا .. وقلوبُهم كالصخرةِ الصماء
جاءوا لعم المصطفى وحبيبِهِ .. وتكلموا في غلظةٍ وجفاءِ
قالوا له ابنُ أخيك فرَّق بيننا .. بل عابَ دينَ القوم ِوالآباءِ
ومضى يقولُ بأنهُ يوحى له .. مع أنه كبقيةِ الشعراءِ
إن كان ما يأتيهِ مساً.. جاءهُ .. منا أطباءٌ بخير دواءِ
أو كان يبغي المالَ جئناكم به .. حتى يضيقَ بذلك الإثراءِ
أو كان يبغى الملكَ كان مليكَنا .. وهو الرئيسُ وسيدُ الوجهاءِ
فارجعْ إلى ابنِ أخيكَ واعرفْ رأيَهُ .. جئنا لكي لا نبتدي بعداءِ
وهنا يقولُ المصطفى بثباتِهِ .. ووقارِهِ .. يا أرحمَ الآباءِ
والله يا عمَّاهُ لو وضعوا هنا .. شمساً أو البدرَ المنيرَ إزائي
ما كنتُ أتركُ ما أمرتُ بفعله .. حتى أتممه ولو بفنائي
وهنا يقولُ الكفرُ جئنا فاستمعْ .. سنحُلُ هذا الأمرَ دونَ عناءِ
خذ من تشا منا مكانَ” محمدٍ” .. لا تحمه ِ .. واتركهُ دونَ وقاءِ
قد ساوموه لكي يسلم حبه .. عرضوا لهذا الأمر ِدونَ حياءِ
ويقول عمُ المصطفى وحبيبُهُ .. يا بئسَ ما عرضوا له بغباءِ
بئستْ فعالُكمو وبئسَ مقالُكم ..لا تذكروه فإنَّ فيهِ شقائى
أنا أطعمُ ابنكمو وأغذوهُ لكم .. ثم المقابلُ تقتلونَ رجائى
” واللهِ لن يصلوا إليكَ بجمعِهم “ .. حتى أفارقَ عالَمَ الأحياءِ
- القصيدة السادسة
في يوم الهجرة أهديكم .. أشواقا حرى كالجمر
قد هلت أنسام نشوى .. أشواق القلب بها تسري
والكون تراقص مبتسما .. والزهر تبسم للزهر
في يوم الهجرة أشواق .. تنبي عن مكنون السر
تنبي عن حب مكنون .. نهر اﻷشواق به يجري
خطوات خطت أمجادا .. تمتد إلى يوم النشر
خطوات باركها المولى .. غراء تبشر بالنصر
في يوم الهجرة موعظة .. ودروس شعت كالدر
تحكي عن إيمان يسمو .. بالنفس فتغدو في طهر
عن تخطيط عن أفكار .. وحكايا عن صبر مر
تحكي عن نصر موعود .. عن فجر يزهو مفتر
إن طال ظلام الليل بنا .. والتف بنا قيد القهر
فالشمس ستسطع مشرقة .. وستشرق أنوار الفجر.