أجمل شعر عن الجمال مكتوب
جدول المحتويات
الجمال من أجمل الصفات التي يمنحها لنا الله -سبحانه- وتعالى، وهناك الكثير من الناس الذين يعبرون عن الجمال الذي يرونه بطرق مختلفة، ولكن العراء يكون لهم أسلوبهم الخاص، وذلك عبر كتابة القصائد، وهناك العديد من الشعراء لهم شعر عن الجمال.
شعر عن الجمال
فيما يلي شعراً عن الجمال مكتوب:
- قصيدة يا عذارى الجمال والحب والأحلام (أبو القاسم الشابي)[1]
“يا عَذارى الجمال والحبِّ والأحلامِ * بَلْ يا بَهاءَ هذا الوجودِ
قَدْ رأيْنا الشّعورَ منْسَدِلاتٍ * كللت حسْنَها صباح الورودِ
ورأينا الجفونَ تبْسم أو تحْلم * بالنّورِ بالهوى بالنّشيدِ
ورَأينا الخدودَ ضرّجَها السِّحْر * فآهًأ من سِحْرِ تِلْكَ الخدودِ
ورأينا الشِّفاهَ تبْسم عن دنْيا * من الوَردِ غَضّةٍ أُمْلودِ
ورأينا النّهودَ تهْتز كالأزهارِ * في نشْوة الشَّبابِ السَّعيدِ
فتنةٌ توقظ الغَرامَ وتذكيه * ولكنْ ماذا وراءَ النهودِ
مَا الَّذي خلْف سحرها الحالمِ السَّكرانِ * في ذلك القرار البعيدِ
أنُفوسٌ جميلةٌ كطيورِ الغابِ * تشْدو بِساحِرِ التَغْريدِ
طاهراتٌ كأنَّها أرج الأزهارِ * في مَوْلدِ الرَّبيعِ الجَديدِ
وقلوبٌ مضيئةٌ كنجومِ اللّيلِ * ضَوّاعَةٌ كغض الوُرودِ
أو ظَلامٌ كأنَّهُ قِطَعُ اللّيلِ * وهَوْلٌ يشيب قلبَ الوليدِ
وخضم يموج بالإثمِ والنَّكْرِ * والشَّرِّ والظِّلالِ المَديدِ
لست أدري فربَّ زهرٍ شديّ * قاتلٌ رغم حسْنِهِ المَشْهودِ
صانَكُنَّ الإلهُ من ظُلْمةِ الرُّوحِ * ومن ضلّة الضّميرِ المُريدِ
إنَّ لَيلَ النُّفوسِ ليلٌ مريعٌ * سَرْمَديُّ الأسى شنيع الخُلودِ
يرزح القلب فيه بالألَم المرّ * ويشقى بعيشِهِ المَنْكودِ
وربيع الشَّبابِ يذبله الدّهْر * ويمضي بِحسِنهِ المَعْبودِ
غير باقٍ في الكونِ إلاَّ جمال * الرُّوح غضًّا على الزَّمانِ الأبيدِ”
- قصيدة أظهر جمالك للعيون وأبده (ابن حجر العسقلاني)[2]
“أظهر جَمالَكَ لِلعُيونِ وَأَبدِهِ * وصل الوِدادَ لِمَن رضاكَ بوُدِّهِ
فحُسامُ هَذا الجفنِ مُذ جَرّدتَهُ * في الناسِ زادَ بِضَربِهِ عَن حَدِّهِ
وَإِلامَ صَبُّكَ بِالجَفا في عَكسِه * وتزيد عَن بابِ الرِضى في طَردِهِ
وتسيلُ أَدمُعُهُ إِذا فارَقتَهُ * وَإِذا وصلت بكى مَخافَةَ صده
فَعَلى كِلا الحالينِ طِفلُ غَرامِهِ * ما نال مِن وصلٍ بلوغ أَشُدِّهِ
أحصي لَيالي البينِ في حِسبانِهِ * فأجزه عَن بابِ الصُدودِ وَعَدِّهِ
وَمهفهفٍ في عارضَيهِ جَنَّةٌ * نبتت عَلى نيرانِ صَفحَةِ خَدِّهِ
لَمّا رأى الأَلحاظَ ترشق خَدَّهُ * جاءَ العذار مقدّرًا في سَردِهِ
وَمِنَ المَصائِبِ أَنَّهُ نسل الخطا * وَهوَ الَّذي قتل المحبَّ بِعَمدِهِ
وَمِنَ العَجائِبِ أَنَّ سَيفَ لِحاظِهِ * جرح القُلوبَ وَما بدا مِن غِمدِهِ
إِن ماس تجري مُقلَتي بِدِمائِها * فَكَأَنَّني فيها طعنت بِقَدِّهِ
غلب النُحولُ عَليَّ حَتّى إِنَّني * حاكيت رِقَّةَ خَصرِهِ أَو بَندِهِ
وَلَقَد نثرت مَدامِعي فتنظمت * في ثَغرِهِ أَو جيدِهِ أَو عِقدِهِ
إِنّي بليت بِمَن أَرومُ وِصالَهُ * وأخاف والدَهُ وَسَطوةَ طَردِهِ
وَالحسنُ صَيَّرَهُ يتيهُ بِحَظِّهِ * فَطَويلُ هجري مِن أَبيهِ وَجَدِّهِ
عمري لئن تاه الحَبيبُ بِحُسنِهِ * فَالعاشِقُ المَهجورُ تاه بِسَعدِهِ
السَيّدُ الراقي عَلى أَنظارِه * شَرَفًا فَكَيفَ رُقيُّهُ عَن ضِدِّهِ
نجل العُلا وَالفَخرِ ناد بِفَضلِهِ * يسمع فتربح يا خَسارَةَ نِدِّهِ
حامي المَعالي لَم يزل مُتَيَقِّظًا * مُذ كانَ طِفلًا راقِدًا في مَهدِهِ
جمعت مَهابَتُهُ سَخاءَ يَمينِهِ * كَالغَيثِ يهمي مَع بَوارِقِ رَعدِهِ
متَعَفِّفٌ والأَريحيَّةُ خلقه * يهتز لَكِن لَم يغب عَن رُشدِهِ
مَولىً يزيد تَرَقِّيًا في غايَة * نقص الوَرى عَنها وفاقَ بِجَدِّهِ
لَم يقل طلّابَ النَدى مِنهُ وَلَم * يرجع مسائِلُه بِكسرَةِ رَدِّهِ
يتيقن الراجي اليَسارَ لِقَصدِهِ * لِلبَحرِ أَن مَدَّ اليَمينَ لمدِّهِ
مِن أسرةٍ أَسروا الخطوبَ وأطلقوا * بِالجودِ مَن أَسَرَته قلّة وجدِهِ
وكفاهم فخراً بسعدهم الَّذي * لَم يبق مَكرُمَةً تجي مِن بَعدِهِ
يفدى بِكُلِّ مُسَوَّدٍ في دَستِهِ * تصفر خَوفَ الجودِ حمرة جِلدِهِ
مِن كُلِّ بَسّامِ الثَنايا وَهوَ قَد * هاجت بَلابِلُ صَدرِهِ من حِقدِهِ
حسدوا الفَتى إِذ لَم ينالوا سَعيَه * غيظ الأَسيرِ عَلى قساوَةِ قدِّهِ
يا طالِباً للمكرمات مجاهِدا * وَعطاء سَعدِ الدينِ أَقصى قصده
إِقصِد لَهُ واِسأله تعط وَتَغتَنِ * وتعيش مَهما عِشته في رفدِهِ
حيث السَماحَة وَالحَماسَة وَالتقى * كَالعِقدِ أَحسنَ ناظِمٌ في عَقدِهِ
حيث النَدى والعفة اجتمعا كَما * مزِجَ الزُلال بِخالِصٍ مِن شَهدِهِ
حَيث الذَكا نارٌ يقابلها النَدى * مِنهُ لِيمنع زندَها مِن وَقدِهِ
حَيثُ اليَراعَةُ في المَهارِقِ أَشبَهَت * غصن الرِياضِ تفوح نسمة وَردِهِ
قَلَمٌ تصرف في المَمالِكِ صادِراً * عَن أَمرِ مالِكِهِ لأَصغى وردِهِ
يا حسنَه في كَفِّهِ قَصَباً حلا * ذوقاً وأطرب مسمعاً مِن وَفدِهِ
مبيَض وجه القَصدِ محمرُّ الشَبا * يخضرّ حين السَبحِ في مسوَدِّهِ
وَإِذا عَلا شرف المَهارِقِ منبراً * خطب الغِنى في أَسوَدٍ مِن بردِهِ
حيث السطور عَلى الطروسِ نوافِذٌ * أَحكامها وَالدهر أَوَّل جندِهِ
مِن كُلِّ حرفٍ مِثلِ سيفٍ خاطِفٍ * بصر العِدا كالبَرقِ لمع فرِندِهِ
حيث البَلاغة لا يجوز مبهرجٌ * إِلّا ويظهر زيفه في نقدِهِ
وَلَهُ الفَضيلَة إِذ يبين صَوابنا * في مَدحِهِ فَكمالُنا مِن عِندِهِ
يا ناظِرَ الخاصِ الشَريفِ العامُ قَد * وافى إِلَيكَ بِمَدحِهِ وَبِحَمدِهِ
هَنّاكَ وَهوَ بِكَ المعيّنُ لِلهَنا * وبقاك في نِعَمٍ تدوم بودِّهِ
مَولايَ هذي خدمَةٌ قد قصّرت * فالصفح يا مخدوم عَنها أَبدِهِ
مَدحٌ إِذا نشرت حَواشي بردِهِ * لَم يستمع رأي الحسودِ برَدِّهِ”
- قصيدة ليت الذي خلق العيون السودا (إيليا أبو ماضي)[3]
“ليت الَّذي خلق العيون السودا * خلق القلوب الخافِقاتِ حَديدا
لَولا نواعسها وَلَولا سِحرها * ما ود مالك قَلبِهِ لَو صيدا
عوذ فؤادَكَ مِن نبالِ لحاظِها * أَو مت كَما شءَ الغَرام شهيدا
إِن أنت أبصرت الجَمال ولم تهم * كنت اِمرَأً خشن الطِباعِ بَليدا
وَإِذا طلبت مَعَ الصَبابَةِ لَذَّةً * فَلَقَد طلبت الضائِعَ المَوجودا
يا ويح قَلبي إِنَّهُ في جانِبي * وَأظنه نائي المَزارِ بَعيدا
مستَوفِزٌ شَوقاً إِلى طَحبابِهِ * المرء يكره أَن يعيش وَحيدا
برأ الإِلَهُ له الضلوع وِقايَةً * وأرته شقوته الضلوع قيودا
فَإِذا هفا برق المنى وهفا له * هاجت دفائنه عَلَيهِ رعودا
جشمته صَبراً فَلَمّا لم يطق * جشَّمته التصويب وَالتَصعيدا
لَو أستطيع وقيته بطش الهَوى * وَلَوِ اِستطاع سلا الهَوى محمودا
هِيَ نظرةٌ عرضت فصارت في الحَشا * نارا وصار لَها الفؤاد وقودا
والحبّ صوت فَهوَ أنة نائحٍ * طورا وآونةً يَكون نشيدا
يهب البواغم ألسناً صَدّاحَةً * فَإِذا تجنى أسكت الغِرّيدا
ما لي أكلف مهجتي كتم الأسى * إِن طال عهد الجرحِ صار صَديدا
ويلذ نفسي أَن تكون شقيةً * ويلذ قَلبي أَن يكون عَميدا
إِن كنت تدري ما الغرام فداوِني * أَو لا فخل العذل وَالتَفنيدا
يا هند قد أفنى المطال تصبري * وفنيت حتّى ما أخاف مزيدا
ما هَذِهِ البيض الَّتي أبصرتها * في لمتي إِلّا اللَيالي السودا
ما شبت مِن كِبَر وَلَكِنَّ الَّذي * حملت نفسي حمَّلته الفودا
هَذا الَّذي أَبلى الشَباب وردَّه * خلقا وجعد جبهَتي تَجعيدا
علَّمتِ عيني أَن تسحّ دموعها * بِالبخلِ علَّمتِ البَخيلَ الجودا
ومنعت قَلبي أَن يقر قَرارَه * وَلَقَد يكون عَلى الخطوبِ جَليدا
دلهتني وحميت جفني غمضَه * لا يستطاع مع الهمومِ هجودا
لا تعجبي أَنَّ الكَواكِبَ سهَّدٌ * فَأَنا الَّذي علَّمتها التَسهيدا
أسمَعتها وصفَ الصَبابَةِ فاِنثنت * وكأَنَّما وطِئ الحفاة صرودا
متَعَثِّراتٍ بِالظَلامِ كَأَنَّما * حال الظلام أساودا وأسودا
وَأنَّها عرِفت مَكانَكَ في الثَرى * صارت زواهِرها عليكِ عقودا
أَنت الَّتي تنسي الحَوائِجَ أَهلَها * وَأَخا البَيانِ بيانه المَعهودا
ما شمت حسنك قط إِلّا راعَني * فوددت لَو رزق الجمال خلودا
وَإِذا ذكرتك هز ذكرك أضلعي * شَوقاً كما هز النَسيم بنودا
فحسبت سقط الطل ذوب مَحاجِري * لَو كانَ دمع العاشِقينَ نَضيدا
وظننت خافقة الغصون أَضالِعاً * وثمارَهن القانِياتِ كبودا
وأرى خَيالَكَ كل تَرفَةِ ناظِرٍ * وَمِنَ العَجائِبِ أَن أراه جَديدا
وَإِذا سمعت حِكايَةً عَن عاشِقٍ * عرضاً حسبتني الفَتى المَقصودا
مستيقظ ويظن أَنّي نائِمٌ * يا هند قد صار الذهول جمودا
ولقد يكون لِيَ السلو عَنِ الهَوى * لَكِنَّما خلق المحب وَدودا”
المراجع
- aldiwan.net , يا عذارى الجمال والحب والأحلام , 2024-06-03
- aldiwan.net , أظهر جمالك للعيون وأبده , 2024-06-03
- aldiwan.net , ليت الذي خلق العيون السودا , 2024-06-03