كيف اتوب الى الله
التوبة معناها الرجوع إلى الله تعالى واستغفاره فور عمل ذنب أو معصية، والله تعالى يحب عباده التوابين الراجعين عن ذنوبهم، والتوبة تستلزم القيام بعدم الأمور حتى تُسمى توبة نصوح لله تعالى، فكيف يمكن لأي شخص مذنب أن يتوب إلى ربه؟
كيف اتوب الى الله
فيما يلي بياناً كيف أتوب إلى الله: [1]
- الإقرار بالذنب: فالتوبة في البداية تستلزم الإقرار بالذنب الذي أذنبه الشخص والعلم التام بأن هذا الذنب حرام، وأن الله تعالى سوف يحاسبه عليه، وعزم والنية على عدم العودة إليه مجددا، رغبة في الثواب من الله تعالى، وخوفاً من عقاب الله وسخطه.
- الندم: فالتوبة تستوجب ندم الشخص على ما عمله من أعمال أو معاصي تُغضب الله تعالى، والندم يستوجب عدم العودة إلى مثل ذلك الذنب أبداً مهما حصل.
- الإقلاع والرجوع: فالتوبة تستوجب ترك الذنب والإقلاع عنه، طمعاً في رضا الله تعالى، ورغبة في قربه.
- إظهار الضعف أمام قدرة الله: كذلك تستوجب التوبة إظهار العبد مدى ضعفه وعجزه أمام قدرة الله تعالى وسلطانه وملكوته وقوته، وإظهار أن الشخص إنما فعل الذنب ليس استهانة بالخالق ووعده الحق، ولكن هو مجرد شهوة أو ضعف سيطر عليه وغَلَبه.
- ردّ الحقوق: فالتوبة النصوح تستوجب من المسلم ردّ الحقوق إلى أهلها، والحقوق تنقسم إلى قسمين:
- حق الله تعالى، فإذا أذنب الشخص تجاه الله تعالى بأن ترك واجباً، أو فرضاً، أو باشر معصية كأن يكون قد الحج، أو ترك الزكاة، أو ترك الصيام، فهذا يترتب عليه المباشرة بالصيام بدل الأيام التي لم يكن يصمها بدون عذر، وإذا كان قد ترك الحج بلا سبب، فعليه أن يباشر الحج وغير ذلك من أمور.
- حق الناس، فالتوبة تتطلب من الشخص التائب أن يرد لكل شخص آذاه أو جار عليه مظلمته، فيردها للأشخاص إذا كانوا أحياءً، وأما إذا كانوا قد ماتوا، فيرد الحقوق إلى الورثة، وإذا لم يتمكن من ردّها، فليطب من الشخص الذي له مظلمة عنده التحلل من ذلك الذنب، فإذا لم يسامحه صاحب المظلمة، فعليه أن يسعى جاهداً أن يردها بأي طريقة مشروعة مهما استطاع لذلك سبيلا، فإن لم يجد صاحب الحق ولا ورثته، فعليه في هذه الحالة أن يتصدّق عن صاحب المظلمة بدفع الصدقة للفقراء والمحتاجين.
- الحقوق الأدبية، المطلمة الأدبية هي قيام الشخص باغتياب شخص آخر، أو الاستهزاء به، أو ذمّه، أو تحقيره، في هذه الحالة، يجب عليه أن يُعلم الشخص باغتيابه أو ذمه له، وأن يطلب منه أن يسامحه، فإن سامحه فهذا حسن، وإن لم يُسامحه فيستغفر الله تعالى عن ذنبه، ولا يعود لمثل ذلك أبداً، وقال بعض العلماء لا يُشترط للحقوق الأدبية لردها أن يتم إعلام الشخص المغتاب أو المذموم، فيتوب المذنب توبة نصوح لربه هذا يكفي.
الطرق التي تساعد على التوبة
هناك عدد من الأمور التي تعين المسلم على التوبة لله تعالى:
- استشعار مراقبة الله تعالى لنا، والخوف منه، والتأكد بأن الله تعالى يرانا في كل مكان، وفي كل حال.
- المحافظة على أداء الطاعات والعبادات، والاستغفار، وترديد الأذكار، وهذا من شأنه أن يُبعد الشخص عن كل الشهوات والشبهات.
- الدعاء لله، فالدعاء من أفضل الأمور التي يمكن أن يقوم بها المسلم كي يثبت على عبادة الله تعالى وطاعته، ويبتعد عن الذنوب والمعاصي التي قد توقعه في المهالك، فيدعو ربه بأن يعينه على ترك هذه الذنوب، ويصبر على التوبة ولا يعاودها.
- غضّ البصر، فقد أمرنا الشرع الحنيف بغض البصر، لما يترتب على إطلاقه الوقوع في الحرام والشهوات، لذا يعدّ غض البصر من أفضل الأمور التي تعين على التوبة.
- تحصين النفس، ويكون تحصين النفس بالزواج، لأن البعض يرتكب الذنوب والمعاصي عن طريق النظر إلى المحرمات، أو ممارسة الشهوات، والزنا وما إلى ذلك، وبالزواج يسدّ باباً مهماً من أبواب الشيطان التي يدخل بها للإنسان.
المراجع
- islamonline.net , ما عي التوبة , 2024-05-16