من هو خطيب الانبياء

خطيب الأنبياء هو لُقب أطلق على أحد الأنبياء الكرام، وقد أطلق عليه هذا اللقب لعدّة صفات اتّصف بها دون غيره من الأنبياء، كما أطلق على أنبياء آخرين ألقاب اتصفوا بها، فأطلق على سيدنا إبراهيم خليل الله، أي الحبيب والقريب من لله، وموسى -عليه السلام- كليم الله لأن الله كلّمه، وعيسى -عليه السلام- أطلق عليه لقب روح الله، وأما محمد -عليه السلام- فقد سُمي بحبيب الله.

من هو خطيب الانبياء

إن خطيب الأنبياء هو: شعيب عليه السلام^[1]، واسمه شعيب بن يثرون بن صيفون بن عنقا بن ثابت بن مدين بن إبراهيم، وأطلق عليه هذا اللقب لأنه عُرف بفصاحته، وبلاغته، وقدرته على الإرشاد والتوجيه ودعوة قومه إلى عبادة الله تعالى وحده لا شريك له، وشعيب هو أحد أنبياء الله تعالى إلى قوم مَدين، حيث دعى شعيب قومه لعبادة الله تعالى، وترك ما يعبدون من دونه، كذلك دعاهم إلى عدم أكل حقوق الناس بالباطل، وقد بيّن القرآن الكريم لنا ذلك في قوله تعالى: {وَإِلى مَديَنَ أَخاهُم شُعَيبًا قالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللَّـهَ ما لَكُم مِن إِلـهٍ غَيرُهُ وَلا تَنقُصُوا المِكيالَ وَالميزانَ إِنّي أَراكُم بِخَيرٍ وَإِنّي أَخافُ عَلَيكُم عَذابَ يَومٍ مُحيطٍ*وَيا قَومِ أَوفُوا المِكيالَ وَالميزانَ بِالقِسطِ وَلا تَبخَسُوا النّاسَ أَشياءَهُم وَلا تَعثَوا فِي الأَرضِ مُفسِدينَ*بَقِيَّتُ اللَّـهِ خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم مُؤمِنينَ وَما أَنا عَلَيكُم بِحَفيظٍ}^[2]،ولكن كذّبه قومه ولم يُصدّقوه، وآمن معه القليل منهم، فأنزل الله تعالى عقابه وسخطه على قوم شعيب عليه السلام، لتكذيبهم نبيهم، وكفرهم بما جاء به، وعقاب قوم سيدنا شعيب كان بالحر الشديد، فقد بعث الله تعالى عليهم الحرّ اللاهب في يوم من الأيام، فاستظلوا تحت غيمة هرباً من الحرارة العالية، فأحرقتهم الغيمة بإذن الله وقدرته، ويوم عذابهم يُسمى “يوم الظُّلّة”.