مفهوم الصبر في الإسلام

الصبر من أجمل وأفضل الصفات التي يمكن أن يتصف بها المسلم، وقد مدح الله تعالى عباده الصابرين في غير آية كريمة، وفي غير حديث، ووعدهم بأنه -سبحانه- سيُوفيهم أجورهم بدون حساب، وهذا يدل على أهمية الاتصاف بهذه الصفة، كذلك يدل على مكانة الصبر العظيمة عند الله تعالى، فهو سبب في رفع الدرجات، وتكفير السيئات، والدخول إلى الجنات، فما هو معنى ومفهوم الصبر في الإسلام؟

مفهوم الصبر في الإسلام

الصبر في الإسلام هو: الابتعاد عن إظهار الجزع أو التسخط على أقدار الله تعالى، وحَمْد الله تعالى وشكره على كل أقدراه في السرّاء والضراء، فالصبر لا يَقدر عليه إلا عباد الله الصالحين، المُخلصين، العابدين لربهم والقانتين، ولكي يكون الإنسان صابراً حقاً، ويحصل على أجر وثواب الصبر من الله تعالى، ويُوفّى أجر الصابرين، عليه أن يلتزم بأركان الصبر كلها، وهذه الأركان هي:^[1]

• إمساك النفس وحبسها عن الاعتراض على أقدار الله تعالى القاسية والمؤلمة: فإن الله تعالى لا يريد بعباده إلا كل الخير، حتى في الأقدار المؤلمة والقاسية، ومتى أصاب الإنسان أي شيء من هذه الأقدار، عليه أن يصبر ويحتسب أجره عند الله تعالى، فالمسلم الحق يصبر على قدر الله وقسمته التي قسمها له، ويكون على علم تام ودراية بأن أقدار الله تعالى هي خير الأقدار.
• إمساك اللسان عن التسخط والشكوى: فلا يتلفّظ المسلم بأي لفظ يُظهر فيه تسخّطه، أو جزعه على أقدار ربه، ولا يشكو حاله إلى الناس، لأنه حتى الأقدار التي قد يراها المسلم شراً، هي خير ولكن لا يعلم المسلم بذلك إلا بعد فترة من الزمن.
• إمساك الجوارج عن إظهار المعصية: فجميع جوارح الإنسان هي مُلك لله تعالى، ويجب على المسلم إمساك كل جوارحه عن عصيان ربه، فلا يلطم الخدود عند موت قريب، ولا يشق الثياب عند حدوث مصائب الدهر وفواجعه، ولا يدعو بلسانه، أو يتسخّط به بأي حال من الأحوال، فمتى أمسك الإنسان عن كل ذلك؛ انقلبت المحنة إلى منحة وهدية من الله تعالى.