مفهوم الصبر

لقد حث الله عباده على الصبر لما للصبر من أجر كبير وثواب عظيم عند الله تعالى، فقد دلّت الكثير من الآيات والأحاديث النبوية الشريفة على أهمية هذه الخصلة، وضرورة التحلي بها، لأنها من الصفات والخصال التي توصل المسلم لأعلى الدرجات، وهي سبب رئيس في تكفير ذنوب وخطايا العباد، فالصبر مُعين للمسلم على تحمل صعاب الدنيا وهمومها، وهو بالتالي سبب في دخول الجنة، وسبب في كسب محبة الله تعالى.

مفهوم الصبر

إن معنى الصبر في اللغة هو: التجلّد، وقوّة التحمّل، ومجاهدة النّفس على الصمود على فواجع الدنيا ومصائبها من دون إظهار الجزع أو التشكّي، وأما معنى الصبر في الاصطلاح فهو: إجبار النفس على طاعة الله تعالى، والابتعاد عن معاصيه أو مخالفة أوامره، والابتعاد عن الاعتراض أو الجزع من أقدار الله تعالى، والصبر له ثلاثة أقسام هما:^[1]

• الصبر على طاعة الله تعالى: فيكون ذلك بالتزام ما أمرنا الله تعالى به وشرعه لنا، والابتعاد عن كل ما حذّرنا عنه من ذنوب ومعاصي وخطايا، والسير على نهج الله تعالى وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم.
• الصبر على اجتناب المعاصي: وهو مجاهدة النفس على اجتناب كل المعاصي والذنوب التي أمرنا الله تعالى باجتنابها، وذلك طمعاً في رضاه -سبحانه- ومحبة له، ورغبة في دخول جنته والبُعد عن ناره.
• الصبر على الأقدار: فإن الله تعالى قد قدّر مقادر العباد قبل آلاف السنين، وحتى قبل خلق السموات والأرض، لذا؛ فإن إظهار الجزع أو التسخّط أو الاعتراض على أقدار الله تعالى لن يُغيّر من هذه الأقدار شيئاً، والصبر هو الوسيلة الوحيدة التي تعيننا على تحمل مصائب الدنيا وأقدارها.