فوائد التضلع بماء زمزم
ماء زمزم هو ماء مبارك، فيه شفاء للكثير من الأمراض والعِلل، كذلك يعتبر من أصفى وأنقى المياه الموجودة على وجه الأرض، ويمتاز بعدد كبير من الخصائص التي لم تكن لأي ماء غيره، فهو موجود في أقدس البقاع على وجه الأرض وهو مكة المكرمة، وقد فجّر الله تعالى ينبوع زمزم رحمة بسيدنا إسماعيل وأمه هاجر عليهما السلام بعد أن اشتدّ بهما العطش، ولم يجدا مصدراً للمياه.
ما معنى التضلع بماء زمزم
إن معنى التضلّع في اللغة الامتلاء من شدة الريّ، والتضلّع في الشيء أي: أخْذ الحظ الوافر منه، فنقول تضلّع في العلم أي تعمّق فيه[1]، وأما معنى التضلّع في الاصطلاح فهو: الامتلاء والشبع من شرب الماء، حتى يصل الماء إلى كل ضلع من أضلاعه، لذا فالتضلع بماء زمزم يُقصد به: شرب ماء زمزم حدّ الارتواء حتى يصل هذا الماء إلى جميع أجزاء وأطراف وأضلاع الجسد، وقد استحب علماء الأمة التضلّع من هذا الماء لخواصه العلاجيّة الكثيرة، وقد دلّ على ذلك حديث عبدالله بن عباس قال: (آيةُ ما بيننا وبينَ المنافقينَ أنَّهم لا يتضلَّعونَ مِن زَمزَمَ)[2]، فهو قد لا يكون علاجاً لكل الأمراض، ولكنه يعدّ علاجاً لكثير من الأمراض والأسقام إذا نوى الشخص من شرب ماء زمزم نيّة الشفاء من مرض معيّن.
فوائد التضلع بماء زمزم
من أهم فوائد التضلّع بماء زمزم ما يلي:
- ماء زمزم شفاء لعلل وأمراض الجسد والقلب، ومتى أراد المسلم التضلّع من هذا الماء، فعليه أن ينوي الشفاء من مرضه أو علته، ثم يشرب من ماء زمزم حدّ الارتواء.
- ماء زمزم يساعد على الشعور بالشبع، فشرب ماء زمزم يساعد الأشخاص على الشعور بالشبع، وليس فقط الشعور بالارتواء عند شربه.
- ماء زمزم يُعين على الفهم والحفظ، فمتى شرب المسلم هذا الماء بنيّة الفهم أو سرعة الحفظ؛ فسيكون له ذلك، وسيحفظ ويفهم سريعاً.
- ماء زمزم يسهّل على الشخص المتضلّع به سرعة حفظ القرآن والآيات، فشرب ماء زمزم بنيّة حفظ الآيات والأحاديث والتفقّه في الدين، يكن للشخص ما يريد، فيسهل حفظه وفهمه.
- ماء زمزم يشربه البعض للرزق بشكل عام، فمنهم مَن يشربه للرزق بالمال، أو الولد، أو العلم أو ما شابه ذلك، وقد أثبت هذا الماء فعاليته في تحقيق ما يريده الشخص بإذن الله تعالى.
- ماء زمزم سبب في شفاء الأمراض والعلل النفسية، وليس فقط العلل الجسديّة، ففيه شفاء من النفاق وأسبابه، فمتى تضلّع المسلم من ماء زمزم بنية البعد عن النفاق، باعد الله بينه وبين النفاق مسافات ومسافات.
- ماء زمزم فيه شفاء من الحمة، وقد دل على ذلك حديث عبدالله بن عباس قال: (كُنْتُ أُجَالِسُ ابْنَ عَبَّاسٍ بمَكَّةَ، فأخَذَتْنِي الحُمَّى، فَقالَ: أبْرِدْهَا عَنْكَ بمَاءِ زَمْزَمَ؛ فإنَّ رَسولَ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- قالَ: الحُمَّى مِن فَيْحِ جَهَنَّمَ، فأبْرِدُوهَا بالمَاءِ. أوْ قالَ: بمَاءِ زَمْزَمَ. شَكَّ هَمَّامٌ)[3].
- ماء زمزم علاج لغالبية الأمراض والأسقام بإذن الله تعالى، فمتى شرب المسلم الماء، ونوى الشفاء من أي مرض أو علة، وأخذ بالأسباب في ذات الوقت بتناول الدواء، بالإضافة إلى شربه لماء زمزم والتضلع به، فإن لله تعالى سيشفيه بإذنه وقدرته.
- ماء زمزم هو الماء الذي غَسل به الله تعالى قلب نبيّه صلى الله عليه وسلم، لذا فهو ماء طهور، له فوائد عظيمة لا يُقدّرها ويعرفها إلا مَن كان في قلبه إيمان.
المراجع
- saaid.org , من السنن المهجورة - التضلع - , 2024-04-08
- شرح البخاري لابن الملقن , عبدالله بن عباس، ابن الملقن ، شرح البخاري لابن الملقن ، 11/458 ،إسناده جيد
- صحيح البخاري , عبدالله بن عباس ،البخاري ،صحيح البخاري ، 3261 ،[صحيح]