فضل المحافظة على السنن الرواتب

السنن الرواتب في اللغة هي جمع راتبة، وتعني الاستمراريّة والمداومة، وأما معنى السنن الرواتب في الاصطلاح فهي: الصلوات التي كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يُحافظ عليها مع الصلوات المفروضة، وتنقسم هذه الرواتب إلى سنن قبليّة وسنن بعديّة، ويترتب على أدائها الفضل الكبير والثواب العظيم من الله تعالى، ويكفي هذه الرواتب فضلاً أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يحافظ على أدائها مع الصلوات المفروضة.

فضل المحافظة على السنن الرواتب

فيما يلي بياناً لفضل المحافظة على السنن الرواتب: ^[1]

• السنن الرواتب سبب لبناء الله تعالى للمسلم بيتاً في الجنة: وقد دل على ذلك حديث أم حبيبة أم المؤمنين قال:
  (ما مِن عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي لِلَّهِ كُلَّ يَومٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا، غيرَ فَرِيضَةٍ، إلَّا بَنَى اللَّهُ له بَيْتًا في الجَنَّةِ، أَوْ إلَّا بُنِيَ له بَيْتٌ في الجَنَّةِ قالَتْ أَمُّ حَبِيبَةَ: فَما بَرِحْتُ أُصَلِّيهِنَّ بَعْدُ)^[2].
• السنن الرواتب سبب لمحبة الله تعالى للعبد: فمصلي النوافل محبوب من الله تعالى وقريب منه، وقد دلّ على ذلك حديث أبي هريرة قال: (إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادَى لي وَلِيًّا، فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ)^[3].
• السنن الرواتب هي سبب في الدخول إلى الجنة والبُعد عن النار: فقد وعد الله تعالى عباده من المتقربين له بالنوافل بأن يقرّبهم من الجنة، ويُبعدهم عن النار.
• السنن الرواتب هي سبب للمحافظة على الفرائض والواجب: لأن المحافظ على السنن الرواتب هو حتماً شخص سيحافظ على الواجبات والفرائض في وقتها.
• السنن الرواتب فيها الأجر الكبير والخير العظيم: فعلى الرغم من أن السنن الرواتب ليست واجبة، بل استحبها العلماء، إلا أن أدائها فيه الخير الكبير والفضل العظيم من الله تعالى.
• السنن الرواتب هي سبب لمغفرة الله تعالى لذنوب العبد: فأداء هذه السنن والمحافظة عليها هي سبب لمغفرة الله تعالى لذنوب وخطايا العبد.
• السنن الرواتب من أفضل النوافل التي يجب المحافظة عليها: فهذه السنن هي من أكثر النوافل تأكيداً، وقد حافظ النبي -صلى الله عليه وسلم- على أدائها.
• السنن الرواتب تسد الخلل الحاصل في العبادة: فالسنن الرواتب تسد الخلل أو النقص الذي يحصل في العبادات.
• السنن الرواتب هي سبب في تحريم العبد على النار: فمن حافظ على أداء هذه السنن الرواتب، فقد حرّم الله تعالى النار عليه، وقد دلّ على ذلك (مَن حافَظَ على أربعِ رَكعاتٍ قبلَ الظُّهرِ وأربعٍ بعدَها حُرِّمَ على النَّارِ)^[4].
• السنن الرواتب هي سبب في رفع الدرجات: فأداء هذه السنن هي سبب لرفع مكانة العبد عند الله تعالى.
• السنن النوافل من أفضل القربات إلى الله تعالى: ومن هذه السنن ركعتا الفجر التي كان يحافظ على أدائها النبي صلى الله عليه وسلم.
• السنن النوافل من أحب الأعمال إلى الله تعالى: فمن سرّه أن يحبه الله تعالى فليتقرب له بهذه السنن، وسنة راتبة الظهر تكون في الوقت الذي يفتح به الله تعالى أبواب السماء، والوقت الذي يجب أن يُكثر فيه العبد من العمل الصالح.
• السنن الرواتب تقرّب العبد إلى ربه: فهذه الرواتب هي سبب رئيس من أسباب قرب العبد من ربه، وكسب ونيل رضاه والبُعد عن سخطه، وهي أيضاً ترفع من درجات العبد، وتزيد حسناته، فيأتي يوم القيامة وصحيفته مليء بالأعمال الصالحة نتيجة استمراره في أداء هذه النوافل.